قام الطالب ريتشارد باندلر في سبعينات القرن الماضي بدراسة الفيزياء والكمبيوتر حيث كان عبقرياً خاصة في علوم الكمبيوتر، لكن عبقرية باندلر لم تقف عند هذا الحد فقط ؛ فقد أحب كثيراً مجالاً آخر وهو مجال " علم النفس " وقد شجعه الكثير من الناس على ذلك ، وأخذ باندلر في دراسة أساليب أشهر الأخصائيين النفسيين في ذلك الوقت وتطبيقها على مختلف الناس وقام بتحقيق العديد من النتائج الإيجابية المماثلة وهو ما شكل اكتشافاً رائعاً تم على أساسه وضع قواعد البرمجة اللغوية العصبية. 

ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقط فسرعان ما وجد باندلر من يشاركه اهتماماته في هذا المجال ؛ فالتقى بـ " جون جريندر " وهو دكتور وعالم في اللغويات ، وأبرز ما كان يميز جريندر هو قدرته الكبيرة والسريعة على استيعاب اللغات، ليس ذلك فحسب ؛ وإنما كان بإمكانه محاكاة مختلف الأساليب والثقافات ببراعة، ومن هنا وجد جريندر وباندلر طريقهما نحو البرمجة اللغوية العصبية؛ فباستغلال وتطوير قدراتهما في اللغويات والكمبيوتر استطاعا تطوير لغة جديدة للتبادل ثم لاحقا أسسا علم الاقتداء بالتفوق الإنساني وذلك على إثر إنجازات أخصائية العلاج المعروفة آنذاك " فرجينيا ساتير" والتي كانت تقوم بتوفيق العلاقات الزوجية في العائلات المرموقة التي عادة ما تكون على وشك الانهيار.

كام قام جريندر وباندلر بملاحظة أساليب العديد من العلماء وأخصائي العلاج النفسي في ذلك الوقت مثل جريجوري بيتسون وملتون إرسكون وفرتس برلز إلى أن قاما بالاستعانة ما لاحظوه بعد تفكير عميق في فهم طرق محاكاة تفوق الإنسان ، ومن هنا قاما بالتحدث عن هذا الأمر عبر إلقاء العديد من المحاضرات في مختلف الأماكن واجتذاب شريحة كبيرة من المهتمين ساعدتهم لاحقاً في إطلاق الشركة الأولى لبرمجة اللغة العصبية.


قد يختلف تعريف البرمجة اللغوية العصبية من شخص لآخر؛ فمنهم من يقول أنها عبارة عن دليل استخدام العقل ومنهم من يقول أنها فضول أو برامج تشغيل العقل ، ومنهم من يقول أنها تمثل دراسة التفوق الإنساني.
تعددت المرادفات والمعنى واحد، لكن هناك تفسير لهذا العلم أكثر صحة ودقة وقد تم وضعه من قبل مؤسسيه ويعمد إلى تفسير كل كلمة من هذه اللغة على حدة حيث :

البرمجة :
تشير هذه الكلمة إلى تصرفات البشر وأفكارهم ومشاعرهم ، كما أنها تشير إلى إمكانية استبدال البرامج المعروفة ببرامج جديدة أخرى.   
 
اللغوية :
تشير هذه الكلمة إلى إمكانية التعبير عن المشاعر والأفكار سواء بلغة ملفوظة أو بلغة غير ملفوظة ، وتشير اللغة الغير ملفوظة عادة إلى لغة الجسد ، حيث أن هذا النوع من اللغات له كيفية معينة تعبر عن فكر ومعتقدات الإنسان.

العصبية :

وتشير هذه الكلمة إلى حواس الإنسان الخمسة حيث الجهاز العصبي، وهو يعتبر أساس البرمجة اللغوية العصبية التي تعتمد على دراسة حواس الإنسان ومحاكاة أسلوبه وتصرفاته بهدف دفع عجلة الحياة نحو الناحية الإيجابية.